בלוג

جهود مُثمرة: مجتمعات تطوير مهني اثناء الخروج من الروتين والعودة اليه

מאת: أساف شطاين

في هذه الأيام بالذات التي تسودها حالة من عدم اليقين، يجدر بنا التأمل في مساهمة عمل المجتمع في عملية التعلّم التي نقوم بها. هذا التأمل يُتيحُ لنا معرفة "ماذا استفدنا" حتى اليوم من مشاركتنا في المجتمعات ويرفع دافعيتنا في الاستمرار وحصاد ثمار جهود التعلم المهني، ويُمكننا أيضا من تشخيص ما الذي يمكن عمله، وتحديد مراحل تطوّر أخرى نريد إنجازها.

طُرح هذا الاقتراح في لقاء تعليميّ افتراضيّ أجريناه خلال الصيف الماضي مع اتاين فيببرلي فينغر- ترينر، من روّاد وقادة مجال التعليم في المجتمعات في العالم. عندما تحدثنا عن تحديات توجيه المجتمعات في ظلّ واقع تباعد اجتماعي كان الموضوع حاضرا في النقاش. اللقاء جري عبر تطبيق الزوم، في ساعات المساء، وأدار الموجهون اللقاء من بيتهم في لشبونة (عمليا، كل هذا اللقاء أتيح فقط بفضل انتقال هؤلاء المحاضرين المطلوبين الى العمل عبر الزوم).

 

فيببرلي فينغر- ترينر يدّعون بأن مجتمع التعلّم الجيد هو المجتمع الذي ينجح في التطور وتحقيق أنواع مختلفة من القيمة والفائدة لمدى طويل، بشكل مُدعم، من الأساسيّ الفوريّ الى الفائدة بعيدة المدى، المركزيّة والأكثر عمقا. يمكن التفكير بأنواع الفوائد هذه على أنها مراحل تطوّر المجتمع: كلّما اختبر أعضاء المجتمع استنتاجات وعاد لمناقشتها، كلما تجذّر تعلمها وأصبحت مؤثرة وتحمل ثمارا أكثر جوهرية بالنسبة للجميع. إذا ما هي أنواع فوائد (أو الثمار) عمل المجتمع؟ وكيف نعرف إذا كان مجتمعنا يحققها؟

فوائد أساسية: ولادة مجتمع تَعلم 

فائدة فورية (Immediate value) تتناول الانطباع الأوّلي الذي يحدث لدى الأعضاء من مجرد مشاركتهم في المجتمع. على غرار الحماس الذي ينتابنا في أعقاب سماع محاضرة مُلهمة، أو على غرار لقاء او محادثة أولية تُحمّسنا "لأن نبادر بعدها لعمل شيء في الموضوع". سنلاحظ فوائد فورية عندما نسمع أعضاء مجتمعنا يقولون على سبيل المثال " خرجت من اللقاء بشعور جيد وكلّي رغبة في بدء البحث والتطور المهنيّ"، أو " اكتشفت بأنني لست الوحيدة التي تشعر بأن العمل في مجموعات غير قادر على الوصول الى الكثير من الطلاب. خرجت من اللقاء مع رغبة بأن نحاول معا إيجاد طرق لتحسين التدريس والتعليم في الصف خلال تقسيم الطلاب الى مجموعات صغيرة".

فائدة مُحتملة (Potential value) تتناول الحالة الّتي يجري فيه نقاش ينبثق عنه فهم جديد، علاقات جديدة بين الأفراد (يمكنها أن تؤدي إلى عمل مشترك جديد)، أو تعلم معرفة جديدة. المجتمع يتوصّل إلى قيمة فيها احتمال التأثير على الصف وعلى التدريس، ولكنها لم تستخدم بعد. نشخّص مثل هذه الفائدة عندما نسمع أفراد مجتمعنا يصفون علاقات جديدة أقاموها بين بعضهم البعض، وعندما نسمع خلال النقاشات في المجتمع أقوالا على غرار "هذه فكرة لم تخطر لي سابقا"، أو عندما يقرّر أعضاء المجتمع أن يحدّثوا أشخاصا من خارج المجتمع عن معرفة جديدة تعلموها بفضل اللقاءات، كي يُعلّلوا لماذا شاركوا في المجتمع. مثلا: "بحثنا معا عن نماذج للتعلم في مجموعات صغيرة غير متجانسة، ووجدنا نموذجا يقدم أساليب لتطوير حوار في مجموعات غير متجانسة. قرأنا، وناقشنا وحددنا نقاط مهمة وملائمة لنا".

فوائد متقدمة: يبدأ المجتمع بالتأثير في الميدان

مع تقدّم الوقت نتطلّع أن يتحدث أعضاء مجتمعنا ليس فقط عن الإلهام والفوائد الفوريّة، أو عن المعرفة والعلاقات التي نشأت بفضل اللقاءات، بل نصبو أن ينشغل المجتمع في التفكير ومناقشة تجربة التعلّم من العمل الميداني. مثل هذا النقاش يعكس حقيقة أن مجتمعنا بدأ يمنح أعضاءه فائدة أكثر تقدما. فائدة تطبيقية وفائدة مُحَققة.

فائدة تطبيقية (Applied value) هي الفائدة التي تعود على المشاركين في المجتمع من تطبيق المعرفة التي اكتسبوها. في هذه المرحلة يبدأ أعضاء المجتمع في تطبيق وامتحان المعرفة التي اكتسبوها معاً، كل واحد في صفّه وبالطرق المناسبة له. يبدأ المجتمع بمراكمة فوائد نابعة من الممارسة، أي، من خلال التجربة العملية في الصفوف. سنلاحظ أن مجتمعنا يعود بالفائدة التطبيقية على اعضاءه عندما نسمع أكثر فأكثر شهادات على غرار" أخذت النموذج الذي تعلّمناه ومررت حصة كاملة حسب الأسس الواردة فيه"، أو "بفضل الحديث الذي دار في اللقاء السابق غيرت اليوم في صفي التقسيم المعتاد للمجموعات"

فائدة مُحققة (Realized value) تبدأ بالظهور عندما يعود الكثير من الأعضاء باستنتاجات خرجوا بها في أعقاب تطبيق مواضيع طُرحت في المجتمع في صفوفهم. وبموازاة ذلك، من المتوقع أن يتم تخصيص جزء من لقاءات المجتمع لمناقشة استنتاجات أعضاء طبّقوا قضايا المجتمع (مجتمع المعلّمين) في صفوفهم. هذه المرحلة تشير الى أن مجتمعنا ليس ناضجا لمنح المعرفة، والدروس والعلاقات لأعضائه فحسب، ولا يطبقون هذه المعرفة في صفوفهم فحسب، بل أنهم يولون أهمية للنقاش وتحديد النقاط التي تعلموها من خلال تطبيق المعرفة في الصفوف.

مجتمع نَشط وناضج: فوائد عميقة وبعيدة المدى

القيم التي ذُكرت حتى هذه المرحلة تَصف مجتمعا ناجحا في التأثير بشكل ملحوظ على أعضائه. إذا لاحظتم أنكم وزملاؤكم تستمتعون/ تجربون كل واحدة من أنواع هذه الفوائد فيبدو أن مجتمعكم يساهم كثيرا في تطوركم المهني، ولا بد أنه يشكل مصدر دعم متبادل في هذه الفترة التي تسودها التغييرات وحالة عدم اليقين. الشوط الذي قطعتموه مع مجتمعكم جوهريّ ومهم، ولكنه لا ينتهي هنا. نقول أنّ مسيرة مجتمع التعلّم يمكن أن تستمر أيضا الى مجالات تأثير وفائدة أوسع، سنوردها هنا بعناوين فقط.

 

لدى التفكير في استدامة المجتمع لمدة طويلة، وفي قدرته على التأثير على شركاء ليسوا من أعضاء المجتمع يؤكد فنجر – تيرنر بأنه من المهم بناء العلاقات التبادلية بين المجتمع ومحيطه، وهذا العلاقات تشمل بعديْن أساسيين: بعد استراتيجي، يتعامل مع وضوح أهداف المؤسسة (المدرسة في حالتنا) وقدرة المجتمع على إجراء نقاش استراتيجي حول مساهمته في هذه الأهداف. وبعد الإتاحة، الذي يتعامل مع الدعم الذي يحصل عليه المجتمع من القيادة المدرسية وتوفير الظروف الملائمة لعمله. التفكير المسبق في هاذين البُعديْن والاهتمام بهما مطلوب دائما من أجل ضمان وجود المجتمع وتحقيق فوائد مؤسسية.

عودة الى لقاءات المجتمع، ضمن الروتين وخارجه

نأمل بان التمييز بين الفوائد المختلفة يساعدكم في بناء وإبقاء المجتمع نشطا، يُمارس ،الى جانب الدعم المتبادل والتعلم من الممارسة، ثقافة الاحتفاظ بالمعرفة ونشرها لصالح معلمي المجتمع، وعموم معلمي المدرسة وكل من يهتم بها.

عودة الى لقاءات المجتمع، ضمن الروتين وخارجه

نأمل بان التمييز بين الفوائد المختلفة يساعدكم في بناء وإبقاء المجتمع نشطا، يُمارس ،الى جانب الدعم المتبادل والتعلم من الممارسة، ثقافة الاحتفاظ بالمعرفة ونشرها لصالح معلمي المجتمع، وعموم معلمي المدرسة وكل من يهتم بها.

0
2718