في هذه الأيام بالذات التي تسودها حالة من عدم اليقين، يجدر بنا التأمل في مساهمة عمل المجتمع في عملية التعلّم التي نقوم بها. هذا التأمل يُتيحُ لنا معرفة "ماذا استفدنا" حتى اليوم من مشاركتنا في المجتمعات ويرفع دافعيتنا في الاستمرار وحصاد ثمار جهود التعلم المهني، ويُمكننا أيضا من تشخيص ما الذي يمكن عمله، وتحديد مراحل تطوّر أخرى نريد إنجازها.
طُرح هذا الاقتراح في لقاء تعليميّ افتراضيّ أجريناه خلال الصيف الماضي مع اتاين فيببرلي فينغر- ترينر، من روّاد وقادة مجال التعليم في المجتمعات في العالم. عندما تحدثنا عن تحديات توجيه المجتمعات في ظلّ واقع تباعد اجتماعي كان الموضوع حاضرا في النقاش. اللقاء جري عبر تطبيق الزوم، في ساعات المساء، وأدار الموجهون اللقاء من بيتهم في لشبونة (عمليا، كل هذا اللقاء أتيح فقط بفضل انتقال هؤلاء المحاضرين المطلوبين الى العمل عبر الزوم).
فيببرلي فينغر- ترينر يدّعون بأن مجتمع التعلّم الجيد هو المجتمع الذي ينجح في التطور وتحقيق أنواع مختلفة من القيمة والفائدة لمدى طويل، بشكل مُدعم، من الأساسيّ الفوريّ الى الفائدة بعيدة المدى، المركزيّة والأكثر عمقا. يمكن التفكير بأنواع الفوائد هذه على أنها مراحل تطوّر المجتمع: كلّما اختبر أعضاء المجتمع استنتاجات وعاد لمناقشتها، كلما تجذّر تعلمها وأصبحت مؤثرة وتحمل ثمارا أكثر جوهرية بالنسبة للجميع. إذا ما هي أنواع فوائد (أو الثمار) عمل المجتمع؟ وكيف نعرف إذا كان مجتمعنا يحققها؟